Skip to main content

فاركن إليَّ و استكن

هائم على وجهي لا أدري إلى أين و لماذا اتيت ؟!
اتيت لتعمير الأرض و لأصبح جديراً بلقب "خليفة الله فى الأرض" و لكن مذ وُلدتُ و أنا ابحث عن ذاتي .. عن السبب الذي يجعلني أبوء بهذا اللقب. و لكن الفشل حليفي فى كل مرة.
أصبحت كقطعة الشطرنچ الأقل أهمية .. الجندي .. الذي يقاتل طوال الحرب باستماتة مع علمه بانه سيكون كبش فداء ذات يوم للفوز بالحرب .. تساءلت كثيراً ما الذي يدفعه لفعل ذلك ؟! اهو إخلاص للملك .. ام هو يأس من الحياة ...
تعجبت كثيراً عندما رأيتني أرجح المذهب الثاني .. فاليائس من الحياة لا يرى فيها أي متعة و تكون متعته الوحيدة هي تحدي الموت -علماً بأنه حتماً الخاسر- فى كل لحظة .. كأنما اللحظات المعدودة التي يفوز بها قبل أن يفتك به الموت هى الحياة و ما فيها.
أتراني وصلت إلى هذا الحد و أصبحت من معتنقى هذا المذهب -اليأس من الحياة- أم انني قد ابتدعت مذهباً آخر لعلني لست الوحيد. و لكني واثق كل الثقة من أني وحيدٌ فى ظلماتي ...
تراني أُرشد الضالين إلى طريق الهداية و المخطئين إلى التوبة و لكن يا ويلي من قوله عزوجل "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم" ..
أُيسّر الأمور فى عيون الآخرين و أُعسّرها أمام عينيّ .. اهو حُمق ؟! ربما .. و لكنه حتماً نابع من بُغضي للحياة التي أحياها و عجزي عن تغييرها.
أرشدني أحدهم لكيفية تغيير حياتي للشكل الذي يرضيني و لوهلة شعرت ببصيص من الأمل يعكر صفو يأسي المعتاد.
لحظات و انتهت الوهلة و عاد اليأس يفرض سيطرته من جديد .. يأس لا تشوبه شائبه.
و من المنطقي ان يفرض اليأس بعض القواعد التي تمكنه من استعادة السيطرة بهذه السرعة .. و لعل أقوى هذه القواعد الأسئلة المنطقية.
السؤال الأول .. ما هو شكل الحياة التي ترضيك ؟! كالعادة الصمت يسود.
السؤال الثاني .. ان لم تكن تستطيع ان تعرف ماهية الحياة التي ترضيك فكيف ستتمكن من تغيير الحياة التي تحياها ؟!
و على هذا المنوال يتم القضاء على فكرة التغيير بكل نجاح.
ولكن اليأس لا ييأس من المحاولات -التي تبوء دائماً بالنجاح- و يعزز قوته فى كل مرة اتمرد و احاول -و لو بمجرد التفكير-  أن اتغير. فتراه بعد انتهائه من فقرة الأسئلة المنطقية يبدأ فقرة الأسئلة التشكيكية.
- أتظن حقاً أنك ستتغير ؟! انت لا تحيا بدوني. عليك ان تكون شاكراً لا جاحداً متمرداً.
- قليلون من نجحوا فى التخلص مني و لكنهم كانوا يتحلون بصفات لا يمكنك حتى مجرد تعَلُمها.
فاركن إلى يأسك و استكن.
كم هو مضحك هذا اليأس .. يقضي على الروح متحججاً بأنها مساعدة و جَميل سيكون عليك رده ذات يوم. يقنعك بأنه المُخَلِص مع انه المُحتل.
سلاماً على روح حاولت أن تحيا و فشلت ..
سلاماً على جسد يموت و بداخله الروح ..
سلاماً على إنسان كَلّ من المعافرة فتكَوّم فى ركن يأسه و استكان ..

Comments

Popular posts from this blog

أسئلة غير وجودية

"ما لي لا أقوى على أبسط مهامي اليومية ؟! ما لي أشعر بالكسل يسيطر على جميع أطرافي ؟! لم أكن -طوال حياتي- من المسوّفين و لم أتهاون يوم فيما يتعلق بعملي و لكن لا أدري ماذا أصابني ! ربما هو ملل من الحياة. و لكن كيف الملل و حياتي تتسم منذ نشأتي بعدم الإستقرار و التبدل من حال إلى حال في أقل من يوم ؟! ربما قد سئمت من الحياة -الغير مملة- التي أحياها. ربما هناك جزء مني يحتاج إلى الهدوء و الإستقرار الداخلي. ربما مللت لعدم وجود نظام يومي يتحكم في يومي. ربما أرهقني تفكيري العابث الذي يحلل و كأنما هو حاسب آلي. ربما هي روحي تستغيث بخالقها بعدما أهلكها البعد عنه. ربما هو يأس من عدم المحاولة. ربما هو الفراغ يعتصر النفس. هي أسئلة بلا إجابات و نُنصح بالابتعاد عنها لعدم الوقوع في حفرة الإكتئاب التي لا قاع لها ولا نهاية. و لكن ماذا يحدث عندما يرهقنا التفكير في كل الأمور كبيرها و صغيرها .. المهم منها و المتسم كل الإتسام بالتفاهة و العبث ؟! لا أدري و لكن شخصياً أصبحت ألاحظ تأثيرات هذا التفكير و ما يعود به عليَّ هذا الوقت الضائع فيما لا أجد له سبباً و  لاسبيل للنجاة منه. أصبحت أتأثر بأقل ال

من أنا ؟!

كلما بدأت فى كتابة ما يدور بخاطري لا أنفك أمحو كل ما كتبته يدي و كأنني كتبت طلاسم سحر أسود ستقضي عليّ إن بقيت. لا أدري ما سبب ذلك ولا أعلم كيفية التخلص من هذه الحال التي لا أجد لها مُسمى ولا تفسيراً منطقياً. هل فقدت قدرتي على التعبير أم أنني لم أعد أستطيع البوح بما فى داخلي و اعتنقت مذهب السكوت و غرقت فى بحور الصمت أم أن الأحداث التي مررت و مازلت أمر بها تجبرني على ذلك؟! و لكن منذ متى و أنا انحني أمام الصعاب ؟! منذ متى و أنا ضعيف الإرادة بهذا الشكل ؟! منذ متى هذا التشتت و الإجهاد العقلي من كثرة التفكير فى كل الأمور صغيرها قبل كبيرها ؟! أشعر أنني شخص آخر غيري. شخص لا ينتمي إليّ ولا أعرف عنه مقدار أُنملة. شخص يتفنن في إشغال وقته بكل السبل الممكنة حتى لا يتسنى له الوقت للجلوس مع نفسه و التأمل فى الماضي و التخطيط للمستقبل. " من أنا؟! " سؤال لا ينفك يتردد في أذني و أسمع صداه في كل رأسي و أركان قلبي. ألمٌ يعتصرني ولا أقوى على مواجهته. الفشل .. شبح يطاردني أم صديق يجالسني ؟! أسئلة متكررة لا أبحث لها عن إجابات حتى لا ينتهي بي الأمر فى قاع حفرة الإكتئاب وحيداً شريداً بلا مأوى

فَكَانَ خَيْرًا لَهُ

عارف لما تعمل zoom على حتة معينة في صورة .. بتشوف إيه ؟! بتشوف الحتة اللي انتا عامل عليها zoom بس .. ده بالظبط نفس حالنا - او حال معظمنا- لما بنقع في إبتلاء شديد شوية .. بنبدء نشوف الدنيا ضلمة و إن إحنا بس اللي حالنا كده و كل اللي حوالينا مش بس كويسين .. لأ .. دول في أحسن حالاتهم كمان و يبدء صدرنا يضيق و نتخنق و يبدأ الشيطان و النفس يشتغلوا .. "إشمعنا أنا ؟!" "ليه كده ؟!" مع إن كل دي أسئلة إجاباتها معروفة .. الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال : " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ ! إِنْ أَص َابَتهُ سراء حَمِدَ اللَّهَ وَشَكَرَهُ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ احْتَسَبَ وَصَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " ... و في رواية أخرى : " عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ ، لا يَقْضِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ قَضَاءً إِلا كَانَ خَيْرًا لَهُ " ... لو الواحد يصبر و يحتسب هيبدأ يشوف الصورة كاملة تاني و يعرف إن ده الخير بلا شك و إنه حصل لحكمة يعلمها الله -عز وجل- . قالوا زمان .. " الصبر مفتاح الفرج " الجملة دي مش من فراغ و الله. ربنا يجعلنا من