Skip to main content

بلا عنوان.

إحساس بالفقد يعتريني منذ فترة ليست بقليلة .. إحساس غريب و غير مفهوم.
فلماذا أشعر بالفقد و أنا لم أفقد لا القريب ولا البعيد !!
ما هذا الألم الذي يختلج صدري ؟! لما أشعر بأن عزيزاً قد رحل ؟! أيمكن أن يرحل العزيز دون أن أعلم أنه عزيز ؟! أيمكن أن يرحل دون أن ألقي له بالاً و أُفاجأ بقلبى يشتاق ؟!
الفقد -بالنسبة لي- له سبب وحيد هو الموت. ما دون ذلك لا يمكنني اعتباره فقد.
و لكنني لست وحيداً فى هذه الدنيا ..
كثير من الناس يفترضون الفقد بمجرد حدوث مشكلة أو شجار .. و أخشى أن أصبح مثلهم ..

"عزيزي العزيز،
لا أدري ما الغرض من هذه المقدمة، ولكني شعرت ببعض من الراحة -حتى و ان كان قليل- بعدها.
لا أدري ماذا أقول و من أين أبدأ. و لكن من الممكن ان نبحث سوياً عن سبب لما يحدث.
ربما لا تعلم أني افتقدك فى كل ثانية تمر و لكني أصبحت مجبراً على ألا أبوح بهذا .. و لكن لا بأس من أن أبوح لك وحدك بذلك.
أعلم أنك اتخذت سبيل الفراق و قطعت فيه شوطاً ليس بالكبير و لكن يكفي أنك اتخذت الفراق سبيلاً. لقد ظننت أن ما حدث ما هو إلا شجار سيمر كما مرت سائر شجاراتنا فهذه طبيعة الحال بيننا نتشاجر و من ثم نعود أقرب مما كنا .. ولكن يبدو أنك اخترت غير ذلك.
ظننت انك تفعل ذلك غضباً و أنك تريد بعض الوقت لتهدأ و لكنك استغرقت الكثير من الوقت و عندما افترضت انني إذا انتظرت أكثر سأكون بذلك كمن لا يأبه بك و على عكس المتوقع من شخص معتنق لمذهب " اللامبالاة" تحدثت إليك و كدنا أن نعود أفضل مما كنا و لكن لا أدري ما الذي حدث ؟! .. كنت التمس لك الأعذار من ضغط الحياة و غيره ولكن ألم أكن أنا أيضاً تحت هذا الضغط ؟! ألم يكفي أن أبدأ بالسلام و أعتذر عن الغياب المبرر ؟! ألم يكفي أنني لست المذنب و مع ذلك عدت ؟! 
كنت أظنك قد يأست مني لكني وجدت عكس ذلك .. لا أدري لما تكتم بداخلك ولا تبوح.
لقد أصبحت -يا صديقي- تصوغ الأسباب و تتصيد الأخطاء لتقتنع أنك فعلت الصواب باتخاذ الفراق سبيلاً و في داخلك شخص يلوم عليّ أني أعلم ذلك ولا أحرك ساكناً.
و لكن ماذا أفعل فأنا أيضاً بداخلي شخصاً يلومني فى كل مرة أحاول مساعدتك لنعبر هذه المحنة .. لما أنت دائماً من يبدأ .. أهي محنتك وحدك ؟! .. ربما أنت المخطئ و أنا لا أدري !! و أسئلة كثيرة معظمها استنكاراً لما أفعله و لكني لا آبه يما يقول فحسبي أن تبوء إحدي محاولاتي بالنجاح و نعود سوياً و لكن حذاري يا عزيزي من انقطاع الرجاء .. لم ينقطع منك الرجاء و لكن أخشى إني قد مللت.
كنت أظن إني قد مللت حقاً ولكني وجدتني مازلت أغضب إني مسك ألم أو صابك مصاب .. وجدتني أغضب من أجلك و أغضب لأني لا أستطيع أن أكون معك و أساندك فى محنك و مصائبك كما تعودنا .. كل منا وحيد أمام مصائبه يواجه الدنيا دون ابتسامته .. حزيناً لا تدري لم انطفئ نور وجهه.
( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ).   "

Comments

Popular posts from this blog

"SE"

Presenter : Hello, everybody. Today we're going to talk about " SE ". Do you know what's it at first ?! *The Audience are looking to each other, silently* Presenter : Come on, just any of you try to say anything even if it's wrong. That's not an exam. Come on for god sake! *The Audience watching in silent with smiles on their faces till a sound from the back ended this silent saying "May I" ?!* Presenter : Finally! You can tell us about yourself at first. A : My name is Anna and I'm a 22 Businesses Administration student. Presenter : Okay, Anna. Tell us what you know about the " S E ". Anna : Actually, I don't know its definition and what do the two letters stand for. But, I think we may guess it if you give us some hints. Presenter : Sounds good, but why don't I give you the hints and you try to figure it out. I think that's fair enough, isn't it ?! Anna : Yes, Of course. *The ...

فاركن إليَّ و استكن

هائم على وجهي لا أدري إلى أين و لماذا اتيت ؟! اتيت لتعمير الأرض و لأصبح جديراً بلقب "خليفة الله فى الأرض" و لكن مذ وُلدتُ و أنا ابحث عن ذاتي .. عن السبب الذي يجعلني أبوء بهذا اللقب. و لكن الفشل حليفي فى كل مرة. أصبحت كقطعة الشطرنچ الأقل أهمية .. الجندي .. الذي يقاتل طوال الحرب باستماتة مع علمه بانه سيكون كبش فداء ذات يوم للفوز بالحرب .. تساءلت كثيراً ما الذي يدفعه لفعل ذلك ؟! اهو إخلاص للملك .. ام هو يأس من الحياة ... تعجبت كثيراً عندما رأيتني أرجح المذهب الثاني .. فاليائس من الحياة لا يرى فيها أي متعة و تكون متعته الوحيدة هي تحدي الموت -علماً بأنه حتماً الخاسر- فى كل لحظة .. كأنما اللحظات المعدودة التي يفوز بها قبل أن يفتك به الموت هى الحياة و ما فيها. أتراني وصلت إلى هذا الحد و أصبحت من معتنقى هذا المذهب -اليأس من الحياة- أم انني قد ابتدعت مذهباً آخر لعلني لست الوحيد. و لكني واثق كل الثقة من أني وحيدٌ فى ظلماتي ... تراني أُرشد الضالين إلى طريق الهداية و المخطئين إلى التوبة و لكن يا ويلي من قوله عزوجل "أتأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم" .. أُيسّر الأمور ف...